ولد سلمى: تعرضت للمساومة للتراجع عن أفكاري

في أول خروج إعلامي له منذ إطلاق سراحه من طرف ميلشيات جبهة البوليساريو لما يزيد عن 70 يوما، تحدث مصطفى سلمى ولد سيدي مولود لبرنامج "مع الحدث" الذي يقدمه الصحافي رضوان الرمضاني على إذاعة "ميد راديو" عن تفاصيل اختطافه في صحراء خلاء، حيث تم توقيفه من طرف أشخاص بزي عسكري يمتطون أربع سيارات للدفع الرباعي، قبل أن يتم احتجازه واستنطاقه من طرف مجموعة جاءت من الأراضي الجزائرية، حسب ما أكده في تصريحه للإذاعة الإخبارية من داخل التراب الموريتاني حيث يتواجد منذ إطلاق سراحه.

وأكد مصطفى سلمى في تصريحه أن الشخص الذي استنطقه هو مدير الاستخبارات العسكرية بجبهة البوليساريو مع مجموعة أخرى حضرت معه. كما أوضح أن طبيعة الأسئلة التي طرحت عليه أثناء التحقيق تمحورت حول علاقته بالأجهزة الأمنية المغربية، وهو ما كان يرد عليه بالقول أن لا علاقة له لا مع الأجهزة الأمنية ولا الدولة المغربية، بل هو مواطن صحراوي لديه وجهة نظر تتعلق بمصيره الشخصي عبّر عنها، وإن كانوا يملكون عنه أي دليل حول تورطه مع أجهزة الأمن المغربية فليأتوا به، وهو ما كان يزعج من كانوا يستنطقونه ويصيبهم بالاستياء، حسب تصريحه.

وكشف مصطفى سلمى، أن جبهة البوليساريو كانت تحاول طوال مدة اختطافه أن تلصق به تهمة الخيانة، وهي تهمة فضفاضة ليس لديها تجليات يقول ولد سيدي مولود في تصريحه لـ"ميد راديو". كما اشار أن من استنطقوه قاموا بمساومته مرارا من أجل التراجع عن أفكاره وتصريحاته، وعرضوا عليه التخابر لصالحهم من أجل إطلاق سراحه.

وتحدث مصطفى سلمى عن تفاصيل تسليمه للمفوضية العليا لغوث اللاجئين، حيث أكد أن جبهة البوليساريو سلمته للمفوضية على الحدود مع موريتانيا، قبل أن يكون هناك اتفاق بينه وبين المفوضية العليا لغوث اللاجئين والسلطات الموريتانية على أن تكون هناك تهدئة، وهو ما تبين من خلال رفض مصطفى سلمى إعطاء أي تصريح صحافي منذ إطلاق سراحه.

وحول الأسباب التي جعلته يكسر قاعدة الصمت ويتحدث لإذاعة "ميد راديو" قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود أن تصريحه اليوم لا يراد منه الإثارة ولا استفزاز أي أحد مهما كان، بل لفت انتباه للعالم أن هناك وضعية غير إنسانية وقاهرة يعيشها بسبب بعده عن أسرته وأطفاله الذي لم يرهم منذ شهور طويلة، وقال انه صاحب حق، وأن مطالبه الأساسية تتمثل في الوقت الراهن في إسماع صوته للرأي العام الدولي على انسان له حق في أن يجتمع مع عائلته وتسوية وضعيته معها في أي مكان كان حتى وإن كان ذلك داخل المخيمات.

وختم ولد سيدي مولود بالقول أن 35 سنة الماضية التي مرت على قضية الصحراء هي فترة صمت، وأن الصحراويين يتساءلون اليوم عن هويتهم السياسية، وإن كان مجموعة القادة الذين يسيرون هذه الجبهة يمثلون الصحراويين أم يمثلون الجزائر.

.