رسالة سكان طنجة إلى الولد الفاسي: «نظّمْ مؤتمرك في حديقة بيتك»

عاد الولد الفاسي، مرة أخرى، إلى طنجة وعاد معه الجدل الذي يرافق كل مؤتمر تعقده هذه المؤسسة المشبوهة التي تسمى«أماديوس»، والتي عبْرها صار عدد من مجرمي الحرب الإسرائيليين دائميالحضور إلى المغرب، للمشاركة في مؤتمر يسميه صاحبه «ميدايز».لا يفهم المواطنون هنا معنى «أماديوس» ولا «ميدايز»، وكلاهما تعبيران يشبهان أسماء تلك الكائنات التي تشبه الأشباح، والتي تظهر في أفلام الخيال مثل «هاري بوتر» أو «أنديانا جونز».
الولد الفاسي، واسمه الكامل، إبراهيم الفاسي الفهري، وهو ابن وزيرالخارجية الطيب الفاسي الفهري، يبدو أنْ لا شيء يهمه في هذا العالم غيرمؤسسته هاته الذي جعلها دمية يلهو بها كيفما يشاء. وعوض أن يشتري له أبوه دراجة نارية أو سيارة تفتح أبوابها من فوق، اشترى له هذه «المؤسسة؟» التي أصبحت مختصة في استفزاز مشاعر ملايين المغاربة.
وحتى الآن، لا شيء يبدو أنه يؤثر في أعصاب هذا الولد الذي يتصرف وكأنه مصاب بفقدان مستمر للذاكرة. لا المظاهرات الاحتجاجية نجحت في ردعه ولاالدعاوى القضائية ضده أتت أكلها ولا مئات المقالات الصحافية المنتقدةاستطاعت أن تعيد إليه رشده. إنه ولد يمارس «الفْشوش» الفاسي بمزاجه الخاص،والمشكلة أن «فشوشه» لا يمارسه على والدَيْه في المنزل، بل يمارسه على 30مليونا من المغاربة ينظرون إليه بامتعاض، وهم يزمّون شفاههم بغصة في الحلقويقولون: «لا حول ولا قوة إلا بالله»...
في كل مرة ينظم هذا الولد «مؤتمره»، يعتقد الناس أنه سيستخدم عقله قليلاويقرر عدم استفزاز المغاربة والتوقف عن استدعاء ضيوف يأتون مباشرة من إسرائيل، لكنه يحب أن يرى شعور الإحباط عند الآخرين، لأن ظهره «محميّ»بطريقة فولاذية، لذلك يستدعي في كل مرة وجوها إسرائيلية، تارة من الحكومةوتارة من البرلمان وتارة من حقول البطيخ... هذه السنة، استدعى من سمّاهم«خبراء» في الفلاحة من إسرائيل. تصوروا بلدا مثل المغرب عمره مئات السنين وكان، لعدة قرون، يُصدِّر القمح إلى أوربا فأصبح اليوم محتاجا لخبراء من إسرائيل!... ربما على الولد إبراهيم أن يشرح للمغاربة هل هؤلاء الخبراءالزراعيون مختصون في الزراعة أم في القلْع، لأن ما يعرفه الجميع هو أنإسرائيل كيان نشأ قبل 60 عاما فقط وأصبح خبراؤه الزراعيون مختصين فياقتلاع الأشجار التي سبقت نشوءه، يعني أنه كيان لم يتخلص فقط منالفلسطينيين أصحاب الأرض، بل حتى من أشجار الزيتون التي تزيد أعمارها على مئات السنين. إن الكيان الذي يقتلع الأشجار هو كيان وحشيّ في عُرف الإنسانية، لكن للولد إبراهيم ووالده وجهة نظر أخرى.
وفي العام الماضي، فعل هذا الولد ما لا يمكن أن يفعله إنسان سوي. فبينماكانت أيدي مسؤولين إسرائيليين ما تزال ملطَّخة بدماء أطفال ونساء غزة، قررأن يستدعي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، رغم مذكرات التوقيف الصادرة فيحقــــــها، باعتبارها مجرمةَ حرب. وجاءت المسؤولة الإسرائيلية إلى المغرب واستمتعت بأصول الضيافة، من دون أن تهتز فيها شعرة، لأنها تعرف جيدا أنالولد إبراهيم ليس هو الذي استدعاها، بل الذين يضعون هذا الولد فيالواجهة، أي أن القضية في البداية والنهاية قضية «كراكوز»...
هناك مسألة أخرى في قضية هذا المؤتمر وهي أنه أصبح قضاء وقدرا ينزل علىرؤوس سكان طنجة كل عام. والسكان لا يفهمون لماذا اختار هذا الولد مدينتهم بالضبط ولا يفهمون لماذا عليهم كل عام أن يخرجوا للتظاهر احتجاجا على حماقات هذا الولد وعلى من يقف خلفه. إن سكان طنجة يحتاجون إلى طاقتهم منأجل التظاهر ضد أشياء تمس حياتهم اليومية... ضد الغلاء، لأن مدينتهم صارت أغلى مدينة في المغرب، وضد الفواتير الخيالية لشركة «أمانديس» الفرنسيةوضد جنون «وحوش العقار» وضد فساد الجماعات المنتخَبة وتواطؤ المسؤولين.لذلك يوجه السكان رسالة واضحة إلى هذا الولد: «من فضلك.. نظِّمْ مؤتمرك فيحديقة بيتك واتركنا في سلام»!...

ا

» سكان المغرب العربي
» Youness686 أهلاً بك في بيتك الثاني
» شعر في طنجة واهل طنجة
» علي الفاسي: المنتخب سيتغير كثيرا مع غريتس
» ندوة هيلاري كلنتون والطيب الفاسي