بعد الأحداث الدامية التي هزّت مدن الجزائر وتونس

بعد الأحداث الدامية التي هزّت مدن الجزائر وتونس
اهتمام مغربي بـ «الجيران» وتحذير من «سيناريو» الاحتجاجات
عاشت الجزائر وتونس على صفيح ساخن خلال الأسابيع الاخيرة، حيث سقط عدد كبير من القتلى خلال مواجهات مع الشرطة على خلفية ارتفاع اسعار المواد الاساسية. وفي ظل هذه التطورات السريعة تطرح تسؤلات حول الوضع في المغرب، وهل هو في منأى عن الاضطرابات الاجتماعية؟
وشهدت مدن الجزائر وتونس اضطرابات نتيجة الاحتجاجات الاجتماعية التي خلفت مقتل14 مدنيا تونسيا، حسب السلطات التونسية، و22 شخصا حسب الحقوقيين التونسيين. اما في الجزائر فقد لقي 4 مواطنين مصرعهم وأصيب أكثر من ألفي شخص بجروح متفاوتة الخطورة.
خوف من إنتقال العدوى
هذا الاحتقان الاجتماعي غير المسبوق في تونس والجزائر، جعل سكان الدول المغاربية الأخرى، خاصة المغرب، يتخوفون من انتقال العدوى. وبات هذا الموضوع الشغل الشاغل للصحافة المغربية والشباب المغربي على صفحات الانترنت.
ويتباين الخوف حوله في آراء السياسيين والباحثين والناشطين الحقوقيين والإعلاميين. بالنسبة لبعض الباحثين أمثال عبد الباقي بلفقيه، الأمر محسوم. اذ يؤكد ان ما حدث في تونس والجزائر لا يمكن أن يحدث في المغرب. ويرد ذلك الى اختلاف التركيبة الاجتماعية.
لكن هناك من يرى أن انعكاسات ما حدث في تونس والجزائر على المغرب «وشيكة»، ويذكّر بهذا الصدد الناشط الأمازيغي المغربي منير كجي، بما وقع أخيرا في تنغير بالمغرب، وبما سبق أن وقع في مدن العيون وسيدي إيفني والحسيمة وصفرو.
حتى لا تتكرر التجربة
وحول تعامل الصحافة المغربية مع أحداث تونس والجزائر، المشكلة مرتبطة بمصادر الخبر، فالصحافة المغربية تعتمد على وكالات دولية للأخبار، وليس عندها مراسلين في المكان، كما أنها لا تستطيع أن تبعث موفدين منها إلى الجزائر أو تونس. ما يجعل الاخبار تأتي من منظور غربي يغذي الانقسامات في الشارعين التونسي والجزائري.
لقد اهتمت الصحافة المغربية بالموضوع، وكتبت جريدة «أخبار اليوم» في صفحتها الأولى خبرا صغيرا عن «17 قتيلا في تونس والجزائر بسبب اضطرابات اجتماعية»، كما اختارت أن تعنون افتتاحيتها ليوم الاثنين 5 كانون الثاني، عن أحداث الجزائر وتونس «النار تشتعل في بيت الجيران»، وقالت الافتتاحية إن هذه الأحداث سياسية «أليس هذا ضحكا على الذقون؟ أليست التظاهرات الاجتماعية ذات طابع سياسي بالأساس؟ وما فائدة السياسة إذا لم تكن في خدمة مطالب الناس؟» ثم أضافت «ان غياب الديمقراطية يفضي إلى غياب انتخابات حقيقية وبرلمانات حقيقية وسلطة رقابة على صناع القرار، ما يؤدي إلى اختلال في التوازن السياسي الذي يعبر عن نفسه في اختلالات أخرى في التوازنات الاجتماعية».
وتذهب يومية «الأحداث المغربية» إلى أبعد من ذلك، عندما تقول في القسم اليومي في الصفحة الأولى «من صميم الأحداث» أن المغاربة عليهم قراءة ما يقع في الجزائر وتونس، وذلك لكون «الوضعية متشابهة في كثير من المستويات بين الدول المغاربية تفرض هذه المقارنة»، وأوضحت اليومية أن «الدرس الأساس هو درس وجود الأحزاب السياسية والنقابات في الشارع المغاربي..»، وتدعو إلى ضرورة أن تتمتع هذه الهيئات بتمثيلية فعلية، وهو ما تفتقده حاليا.
ويعول المغرب على هامش الحرية الكبير مقارنة بدول الجوار لمعالجة احتجاجات مماثلة، لكن المنظمات الحقوقية المغربية تذكر بالتراجع الكبير لذلك الهامش في السنتين الأخيرتين، وتقول، إن فاتورة تراجع الهامش قد تكون مكلفة، غير أن الحكومة تعقب بالقول إن لا تراجع عن خيار الديمقراطية وحقوق الإنسان التي اختارها المغرب ولم يملها عليه أحد.

.

» الحقيقة التي ترعب جنرالات الجزائر
» منافع التمارين الرياضيه التي تستخدم بعد الولاده
» الجزائر : ان الله يمهل ولا يهمل وقد يعجل ويذهل
» بن علي: الجزائر مسؤولة عن انسداد ملف الصحراء
» الجزائر تخمد ثورة الجيّاع بخفض الأسعار