لأول مرة في تاريخهم: أمازيغ ليبيا يبثون من قطر

لأول مرة في تاريخهم: أمازيغ ليبيا يبثون من قطر

تقرير: محمد أمزيان – إذاعة هولندا العالمية*

Friday, May 13, 2011

شرعت قناة "ليبيا الأحرار" منذ أيام في بث نشرة أخبار بالأمازيغية وذلك لأول مرة في تاريخ ليبيا، بحسب الإعلامي محمد ربيع أحد المشرفين على القسم الأمازيغي في القناة الليبية التي أطلقت مؤخرا من قطر. نحن شركاء في الوطن وشركاء أيضا في القناة، يؤكد ربيع لإذاعة هولندا العالمية، مضيفا أن ليس هناك خطط لإنشاء قناة أمازيغية مستقلة في المستقبل.

مصالحة

لم يكن الليبيون الأمازيغ يحلمون يوما في أن يروا وسيلة إعلامية تتحدث لغتهم، لأنهم في عرف النظام الليبي لا وجود لهم. إلا أن الثورة غيرت المعادلة وأبانت أنها فعلا ثورة جميع الليبيين، وأن الهوية الوطنية في حاجة للمصالحة، حسبما يقول الإعلامي الليبي الذي هو أيضا أحد المدافعين عن الهوية الأمازيغية في ليبيا ونفي بسبب ذلك:

"بعد قيام ثورة السابع عشر من فبراير أدركت قيادات الثورة الليبية أنه لا بد من أن تكون هناك مصالحة للهوية الوطنية الليبية؛ مصالحة مع اللغة الأمازيغية التي هي لغة ليبية. وعلى هذا الأساس تم الاتفاق على أن يكون هناك قسم أمازيغي في قناة تلفزيون ليبيا الأحرار".

نصف ساعة في اليوم هو زمن النشرة الأمازيغية الآن وتلي مباشرة النشرة العربية. هناك أفكار قيد الدرس والبحث منها برامج حوارية وحصص ثقافية فضلا عن الغناء والتراث الأمازيغي الليبي وبرامج عن الهوية الأمازيغية التي جاهد نظام القذافي على تهميشها ومحوها من الذاكرة.

تبث قناة ليبيا الأحرار الآن 12 ساعة في اليوم، ومن المنتظر أن يمتد البث عند نهاية الشهر الحالي أو بداية شهر يونيو على مدى 24 ساعة، تكون فيها للأمازيغية حصتها المناسبة.

تجربة تاريخية

السرعة التي نُفذت بها فكرة البث بالأمازيغية تضاهيها سرعة إطلاق قناة ليبيا الأحرار برمتها والتي تمت في غضون ستة أيام فقط لتواكب الثورة وتعززها. بيد أن ميلاد القسم الأمازيغي كان لها وقع خاص على الأمازيغيين الليبيين الذين عانوا من نظام العقيد القذافي كثيرا. يقول السيد ربيع:

"هذه تجربة تاريخية بالنسبة لنا نحن الناطقين بالأمازيغية في ليبيا. فلأول مرة يحدث هذا في تاريخ ليبيا، وهذا شرف يعود للثورة الليبية التي تعبر عن التسامح الذي منح مساحة وبرَاحا للغة الأمازيغية".

طاقم التحرير صغير جدا يتكون من ثلاثة محررين ومذيع واحد يعملون كلهم أكثر من تسع ساعات لإنجاز نشرة الأخبار. والكل يعمل جاهدا للتغلب على صعاب النقص في الأطر والصعوبات الأخرى التي نتجت عن عقود القمع والتهميش. "هناك فعلا صعوبات، يقول محمد ربيع، ولكن بالعزيمة والإصرار تغلبنا عليها وتمكنا من تنفيذ الفكرة في زمن قياسي".

ترحيب واسع

يؤكد السيد ربيع أن الأمازيغيين في ليبيا وفي المنافي تلقوا التجربة بترحاب كبير، بل الترحيب الأكبر جاء من "أشقائنا الناطقين باللغة العربية":

"لا تصدق إذا قلت لك إن الأصداء بدأت من أشقائنا الناطقين باللغة العربية، وهم أول من رحب بالفكرة. تصلنا أصداء من الداخل (ليبيا) ومن الخارج وبعضهم كان يبكي وهو يتصل بنا، وهذا ما يقوي من عزيمتنا ويشد من أزرنا".

لا يفكر القائمون الآن على القسم الأمازيغي في قناة ليبيا الأحرار في إنشاء قناة أمازيغية مستقلة في ليبيا بعد التحرير "لأننا شركاء في الوطن وشركاء في القناة".

"لا يوجد لدينا تصور لإنشاء قناة تلفزيونية أمازيغية مستقلة، قد يكون ذلك في المستقبل لكننا الآن سعداء بهذه المشاركة. نحن نعتبر أنفسنا شركاء في الوطن وشركاء أيضا حتى في التلفزيون الليبي. نحن كما الأسرة الواحدة".




*بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية